Wednesday, 27 November 2019

كو فاديس / هنريك شنكوفيتش

من كتبي المفضلة لاسباب شخصية فقد شارك معي في ثورة 25 اكتوبر التي حصلت في العراق .
احيانا تصبح الكتب من المفضلة و قريبة على الروح للذكريات التي  تصنع بهم مع اشخاص مميزين 




- : تفاصيل الكتاب 

اسم الكتاب : كو فاديس / الى اين 


الكاتب : هنريك شنكوفيتش 


النوع : رواية تاريخية / أدب بولندي 


أحداث الرواية تدور : روما 


سنة الترجمة : 2016


دار النشر : دار المدى 


عدد الصفحات : 779


تاريخ اصدار الرواية : 1896


ترجمت : اكثر من 50 لغة 



- : عن حياة الكاتب

كاتب بولندي حصل على جائزة النوبل للادب سنة 1905  اشتهر برواية كووفاديس .درس هنريك شنكوفيتس الامراطورية الرومانية بشكل مكثف قبل كتابة الرواية ,وذلك  بالحصول على تفاصيل تاريخية دقيقة و على هذا النحو ظهرت عدة شخصيات تاريخية في الكتاب 
درس الفلسفة في جامعة فوصوفيا . ثم بداء العمل في الحقل الصحافي و منها بدأ حياته الادبية  . اشتهر شنكوفيتس بانه الكاتب الذي ذكر أوربا بوطنه المنسي عبر كتاباته و قد برع في الادب الرومانسي و كان اول من الكتاب الذي تناولوا حياة الفلاحين في كتاباتهم .
 نشرت الرواية مسلسلة في ثلاث صحف بولندية سنة 1895 و خرجت بعدها في شكل كتاب عام 1896 و منذ ذلك الحيت ترجمتها الى اكثر من 50 لغة 



- : الشخصيات الاساسية 

بترونيوس :- من العائلات رفيعة المستوى في روما القديمة و صديق القيصر نيرون و الذي يعتبره نيرون صديقه المقرب  كان له دور كبير في امور كثيرة في حياة القيصر و حياة  فينيكوس 

فينيكوس :- ابن عمة بترونيوس و بالاضافة الى انه قائد في الحرس الاوغستين  للقيصر رجع حديثا الى روما بعد خدمة عسكرية في ارمينيا و لكن حدث امرا قلب حياته تماما
ليفيا :- ابنة ملك بربري تم اخذها رهينة من الطرف الاخر لكي يتجنبوا غزو و لدها على المكان الذي هي اسيرة به و لكن الامور تتغير ليتوفى كلا ولديها لتبقى رهينة حرب مع حاشيتها و لكن يحتضنها ارلوس كابنة له هو و زوجته . تنقلب الامور ليطالب بها القيصر مرة اخرى بعد ان مر وقت طويل جدا على اسرها ليقدمها هدية الى شخص ما 

شيلون :-  هو شخص يعتبر نفسه فيلسوف و يبداء بالبحث على ليفيا بعد ان اختفت بطريقة غامضة ليبداء بالبحث عنها  و خلال بحثه يكتشف امور جديد  تقود الى نهاية  روما الى ان يغير للعبة الى صالحه في سبيل اشباع رغباته و طمعه الى المال 

نيرون : قيصر روما الذي يعتبر نفسه اله  لا يهمه الحكم ابدا انما يريد ان يصبح اعظم شاعر  و عازف في جميع العالم لا يثق باحد الا ببترونيوس ليخبره كم هو جيد و لكن جنونه الى العظمة يقوده الى امور مجنونة 

بطرس :  هو احد تلاميذ المسيح الذي ذهب الى روما لكي ينشر الدين المسيحي و كيف يصبح له اعداء كثيرون 


قصة الرواية 
تتكون من 74 فصل بالاضافة الى فصل الخاتمة 
رواية تاريخية كتبت باللغة البولندية اتى عنوان الرواية من اللغة الاتينية Quo Vadis Domins  و تعني " الى اين ذاهب ايها الرب ؟" الرواية ككل تحمل رسالة موالية للمسيحية 
قصة حب تدور احداثها في عهد نيرون في روما . نتعرف من خلالها على الاوضاع السياسية و الاجتماعية و الينية و الثقافية في ذلك العهد ، و نقف فيها على اسباب الحقيقة لإحراق روما ، و على شخصية نيرون و حاشيته الامراطورية من امثال بترونيوس بطل الرواية و سينيكا و غيرها من الادباء و المفكرين . وهذا اهم ما في الرواية كيف تأسس التبشير للدين المسيحي من خلال اهم  حواريين من تلاميذه المسيح بولص و بطرس 

- : اقتباسات الكتاب 

"الحماقة ........ ليست اسوأ من الحكمة في شيء وﻻ فرق بينهما اطلاقا "

 " و ما ضير ذلك علي ما دام العالم يقوم على الخداع , الحياة خائبة . و مثلها الروح .وليس على الانسان اﻻ ان يتمتع بقدر من العقل يمكنه من التفريق بين الخيبات الخبيثة و الخيبات الحميدة "

"حتى ان اشعة شمس الفجر قد عبرت جسدها تماما . ظننت للوهلة الاولى ان الشمس بدأت تشرق و تذوب في حمرة الفجر ........ومن يومها ﻻ اعرف طعم السكينة .ﻻ التمس رغبة وﻻ احفل بكل ما تمنحه لي المدينة ,ﻻ النساء, وﻻ ذهب  ........وﻻ اﻻحجار الكريمة و اللؤلؤ........................انا اتلهف اليها طوال النهار و الليل "
"وانا ابوح لك بما يعتمل في قلبي من اشواق ,ﻻ تنس ان الثوب اﻻبقع غالياَ ما يخفي 
جروحاَ اليمة "

" اريد لذراعي اللذين يعانقان هواء الخلاء ان يعانقاها . و يضماها  الى صدري . اريد ان استنشق انفاسها لتصل الى اعماقي "

"بقيت طويلا اعجز من ان تقوى شفتاي على النطق بكلمة واحدة لكن عيني كانتا تتوسلان الرحمة و الرجاء "

"-ﻻ بد انها تتمتع بعينين جميلتين-"
  
"عينان بحريتان , جعلتاني اغرق في غوريهما كما في بحر .صدقني اذا ما قلت لك ان زرقتهما اعمق من الزرقة الارخبيلية -"

"السعادة مرتبطة بإرادتنا .ولكنني اعتقد ان هناك سعادة أعظم و أثمن , سعادة اخرى غير مرتبطة بإراتنا , ﻻ يمنحها سوى الحب "
" استطيع ان احب الى درجة الهيام ... الثراء , و الشهرة , و النفوذ  , كل ذلك دخان ﻻ قيمة له . الثري يجد من هو اكثر ثراء منه , و الشهرة تطغى عليها شهرة الاخرين و تطفئ لمعانها . السطوة و النفوذ يقهرهما سلطان اشد منهما . لكن هل بوسع القيصر , او حتى اي اله كان , ان يكون اكثر سعادة , او ان يشعر بمتعة تفوق متعته حين يقبل فم حبيبته ؟ الحب اذن يجعلنا في مصاف الالهة "
 " كنت مشتاقا اليها طوال الوقت , لكن اشتياقي صار الان على اشده . حين امسكت يدها سرت النار عبر جسدي كله "

"صحيح انني مريض , لكن روحي هي المريضة , ليس جسدي "

"أمازلت تحبينه ....؟؟؟ -
احبه .........ﻻ احد يحبه سواي -"
"ما اسعد عيني اذ راتاك , و ما اسعد اذني اذ بمقدورهما سماع صوتك الاعذب عندي من صوت الناي و القيثارة "

" الضحك يميز الانسان عن الحيوان "


"لكن قدره الان ان يصبح هامشيا كمشعل للنور الى جانب الشمس "

" فلا قوة ﻵحد دون ايمان " 

" ما الجدوى من الحياة الاتية ؟؟ اخيل كان محقا بقوله : فقير تحت الشمس افضل من حاكم في العالم السفلي "
 
"فبدت تحت النور كأنها هي النور "

" شعر اﻻن , اكثر من اي وقت مضى , انها احلى و اجمل بكثير من سائر البشر الفانين "

"العادة ان الحب يوهب و يعطى . و ﻻ يسلب , و يستغنى عنه "

" انت ستكون الحمار الذي يريد ان يحصن القلعة باكياس الذهب "

" الثعالب هي التي تحكم العالم هذه الايام "

" ليس اطلس من يحمل الكون على كتفيه , بل المراة التي تلعب به كالكرة احيانا "

" الحب و الحرب هما الامران اللذان يستحقان ان نولد و نحيا من اجلهما "

" اننا نمارس موتنا كمهرجين و كوميديين "

"شعر للمرة الاولى في حياته ان السعادة حيوان شرس قد تطبق على صدره و تخنقه "

"سر الحب ناريا في كيانه , و امتلأ شوقا , و تقديرا و رغبة . شعر بالمسرة التي منحتها له رؤية الفتاة , فترشفها كالماء الذي يحيي العطشان بعد ظمأطويل " 

"لو كانت تشبه تلك النساء , لما اثارت اعجابه . ما الذي اثاره اذن ؟ ما الذي اثار فيه هذا الجديد من الاحاسيس و المشاعر الغريبة كل الغرابة عن الحياة التي عاشها حتى
 الان "

"اما ان فلا احد سواك ,و حين اضعتك كنت كالمتسول الذي ﻻ ماوى له ووﻻ لقمة .انت كنزي الاغلى .بحثت عنك ﻻني ﻻ اقوى على الحياة بدونك "

"صدقتني اذا ما قلت لك انني ﻻ احتمل الحياة بدونك .واﻻمل بقائك ثانية هو ما صان 
روحي من العطب و التمزق "

"رأته وهو يتابع حركاتها  بنظراته المتوسلة املا تنطق باية كلمة رحيمة تحد من معاناته ,دون ان يجرؤ على الشكوى مخالفة اجفالها و اعراضها عنه , و هي منبع سعادته "


" فليفن العالم مقابل ان اجدها هنا في منزلي "

منذ ان التقيتها ﻻ اعرف نفسي .فتنة ام حب ؟؟"

"المحبة اقوى تعويذة ضد الخوف "

"ﻻ ادري ان كان عقلي يتفتق , ام ان الحب هو الذي يخلط علي مشاعري " 

" لو كنت احبها للسبب نفسه الذي يفرقني عنها ,فلك ان تتصور اي عماء يدهم روحي "

" انه يحيا على نحو كانه ﻻ يحيا , وهو بلا امل ,ولا مستقبل , وﻻ ايمان بالسعادة ,
 القتامة تغلف كل ما من شانه ان ينير له درب النجاة المفقود " 

"يمكن للاحزان ان تحطم الحياة ذات المسارات القويمة المتناغمة الخالية من العقد "

"المراة الدميلة تساوي ثقلها ذهبا , لكن المراة التي تحبك ايضا الى جانب ما تتمتع به من جمال اخاذ , ﻻ تقدر بثمن .و ليس بمقدورك ان تشتري واحدة مثلها بكل كنوز الدنيا "

" تاثير الحب يختلف من شخص الى اخر , قد يؤثر في احدهم تاثيرا فائقا , و يكون تاثيره في احد اخر ضعيفا . و انا ممن قد اثر فيهم الحب "

"ﻻنه الضعيف القلب ,وﻻ مكان في المستقبل لضعاف القلوب "

 "أكاد اموت . ﻻ احتمل الحياة هكذا ,ﻻ احتمل .أتفهم ؟؟؟؟-
............لقد فقدت عقلك , ورشدك و اتزانك -
ﻻ احب سواها في هذا العالم -
وبعدئذ-
ﻻاريد حب اخر ,ﻻ اريد حياتكم ,مادبكم ,و قاحاتكم و شروركم -

"الفضيلة الحقة سلعة ﻻ تلزم  ﻵحد , و الحكمة الحقيقية ينبغي ان تفقد العقل "

" السعادة دائما حيث يراها المرء "

"هما سيدا العالم وان احدهما سوف يتلاشى عما قريب منا يتلاشى حلم دموي ,اما الاخر فسوف يتسنى له ان يملك العالم و معه هذه المدينة الى اﻻبد "

"احرص عليها كضوء عينيك , ﻻنها ليست اﻻعز لديك فقط بل اعز ما لدي ايضا "

" متيم بك و احبك الى حد ﻻ ارغب في الحديث اﻻ عنك "

"كل شي فيالانحاء نائم , و انا ساهر افكر فيك و احبك .وانا و غسق الفجر نحييك "

" احبك , و احبك بكامل روحي" 

" احبك جدا , يا كنزي الوحيد !"

"لم اكن ﻷظن يوما ان حبا كهذا الحب يمكن ان يكون في هذا العالم .كنت اعتقد ان الحب ﻻ يتعدى كونه شوقا مهذبا , و نارا متاججة تدور في دم الانسان .لقد اكتشفت اﻻن ان بوسعنا ان نحب بكل قطرة من دمنا , بكل نفس من انفاسنا , و اننا في سلام و طمانينة "

"ايها المواطنون ! من يسمعني فليخبر من ﻻ يسمعني بما اقول ولكن سلوك الجميع ﻻئقا بسلوك البشر, ﻻ بسلوك الحيوانات في الميادين "

" فالذين ما زال حب الوطن و عشق مسقط راسهم يغليان في افئدتهم " 

" الشعب الى النقمة يتعطش , و الثار ضحية يترصد " 

" اثبت على ايمانك حتى النهاية , فاﻻيمان يهد الجبال " 

"عانقيني قبل ان يعانقني الموت " 

"كافحت كفاحا نبيلا , و انهيت هرولتي , و اقمت المعتقد  فاستحقيت في النهاية تاج الحق"



- : وجهة نظري بهذا الكتاب
كان الكاتب هنريك مبدعا جدا فقد حرص تماما على دراسة التاريخ الروماني بتفاصيل يجعلك تعيش في تلك الحقبة الزمنية كانت الرواية مليئة بالتفاصيل الدقيقة لتلك الحقبة لتجعل خيالك يسافرو كيف كانت الحياة في ذلك الوقت و كيف كانت الطبقة الحاكمة و كيف كانوا العبيد الاختلاط و العادات و التقاليد في تلك الاوقات و الالهة الذي يعبدونها و يمجدوها و كيف ان يختفي هذا و يصبح بوضع مهدد من قبل ديانة جديدة و هي الديانة المسيحية و كيف كان القيصر الذي لا يهتم الى اي شي فقط يريد ان ينصب نفسه الاله بالفن و الشعر و العزف كان الكثير الذي يحاول ان يرضوه ظهرت شخصيات كثيرة و بعضها ملتوي التفكير و كيف لهم ان يؤمنوا في سبيل ان لا يخسروا هذا حياتهم و عبيدهم  كان الحب رمز في هذا الرواية و كيف له ان ينقله من عالم الى اخر و من شخص الى شخص اخر تماما يريد ان يفعل اي شي في سبيل ان يحصل على محبوبته  لقد ابداع الكاتب في كتابة هذا الرواية رغم طولها   الا انها تسافر بالقارئ الى مكان اخر تماما بطريقة سهلة و تبين كل تفاصيل تلك الحياة  ليتعايشها القارئ   .
ان ابداع الكاتب لا يقف على هذا النقطة ليس فقط التفاصيل التاريخية و لكن وصف الشخصيات و طريقة انتقال الاحداث بسلاسة كبيرة لا تشعر القارئ بالملل ابدا انما تدفعه لمعرفة المزيد  و ماذا يحصل كان الحدث الاهم في الرواية كيف جسد احتراق روما و ما فعله القيصر   كان شعور رائع جدا رواية من زمن اخر في وقت حديث تنقلنا الى سنوات و سنوات لى الوراء لتجسد لنا حياة اخرى نعيشها خلال كتاباته 



" نلتقي في كتاب اخر "








No comments:

Post a Comment